17 - 07 - 2024

تعا اشرب شاي | تذوق المتعة فى سبهلاليكا سيتى

تعا اشرب شاي | تذوق المتعة فى سبهلاليكا سيتى

امام احد اهم المكاتب الهندسية التى تعمل فى مجال انشاء المنتجعات السكنية الحديثة اصطف عشرات المواطنين وقد اعتراهم غضب شديد ، باءت كل المحاولات لصرفهم بالفشل ، فخرج المدير المسؤول عن التسويق للتحدث اليهم .

كان رجلا وجيها انيقا يرتدى بدلة فاخرة قد اختار لها بكثير من العناية القميص ورباط العنق الملائمين لها، ولم يكن من الصعب ان تدرك للوهلة الأولى عند الاستماع اليه مدى لباقته ايضا.

تحدث الرجل اليهم بعد مجهود من جانبه لاقناعهم بالانصات : اخواتنا وحبايبنا ، تأكدوا انى حاستمع ليكم كلكم ، بس اهدوا حبايبى شوية واوعدكم كل شئ حيتحل ، انتو اشتريتوا عندنا يعنى بقيتوا اصحاب الشركة مش عملاءها ، احنا اهل يا فندم واللى بينا مش مجرد بيزنيس ، اتفضل يا حبيب قلبى ، ثم اشار الى احدهم قائلا ايوة انت ، اتفضل قول ، ايه مشكلتك؟

الرجل وقد هدأ قليلا: مشكلتى ، انكم صورتولى الكمباوند على انه مليان خضرة وهوا والعيال بترمح فيه زى الغزلان ، وانا وامهم قاعدين زى جوز كناريا تحت شجرة لمون. المدير مقاطعا: طب ما الخضرة موجودة ولا زعلان عشان مفيش شجرة لمون هههه . الرجل بغيظ : لأ يا باشا ، ملقتش الغزلان ، ثم اضاف وهو يشير الى طفل مفرط السمنة بجواره : لمؤاخذة العجل دا غزال!!

المدير بدهشة : طب ايه المطلوب ؟ نغيرلك ابنك؟

الرجل بغضب: لأ ما تضحكوش عليا وتوهمونى ان الدنيا حتتغير اول ماروح سبهلاليكا سيتى. المدير : يا حبيب قلبى فيه جيم فى الكمبوند ممكن تودى ابنك.

الاب بغل: ماهو الجيم موجود فى كل حته ، انا ما نابنى غير انى اتقطعت وشغال زى شفاط المطبخ مش باهمد ولا باتناول مذاق الرفاهية والمتعة اللى قولتولى عليه دا، انا مش عايز الشقة ، رجعولى فلوسى ويادار ما دخلك شر !!

المدير بلطف : حبيب قلبى تأكد انك مش حتمشى من هنا غير وانت مبسوط ، واشار الى اخر قائلا : اتفضل يا حبيب قلبى ، قول مشكلتك .

الرجل: مشكلتى ان المدام من يوم ما روحنا سبهلاليكا سيتى وهى عايزة تعيش فى المول زى ما شافت الستات فى الاعلان ، واول ما يتقفل علينا البيت تقولى انا اتقطعت ومش حاسة بفرق عن ماكنت عايشة ، وامى وحشتنى ، الصراحة انا مش عايز الشقة ، رجعولى فلوسى ويادار ما دخلك شر .

المدير بلطف : حبيب قلبى تأكد انك مش حتمشى من هنا غير وانت مبسوط ، ثم اشار الى احدهم قائلا : اتفضل يا حبيب قلبى ، زعلان مننا ليه؟ الرجل : انا عندى عرق النسا ومراتى جالها وسواس قهرى واكتئاب نفسى بعد ما عزلنا ، دا يرضى حضرتك؟

المدير : حضرتك المستشفى الدور اللى فوقينا ، انت جيت هنا غلط. الرجل موضحا : حضرتك فى الاعلان قولتوا اننا حنعيش عيشة لوز ، عيينا احنا الجوز ، يعنى دفعنا اللى ورانا واللى قدامنا والسعادة ما كبستش على مراوحنا زى ما شوفنا الناس فى الاعلان و كل اللى خدناه اننا بعدنا عن اهلنا واشغالنا ، انا مش عايز الشقة عايزكم ترجعولى فلوسى ويادار ما دخلك شر .

المدير بلطف : حبيب قلبى تأكد انك مش حتمشى من هنا غير وانت مبسوط ، ثم اشار الى اخر قائلا: اتفضل يا حبيب قلبى .

الرجل : من غير لف ودوران انتو صورتولى فى الاعلان انى متجوز كيم كاردشيان ، لكن مفيش حاجة اتغيرت بالعكس بقت شبه كيمج كونج ، كتم الجميع ضحكاتهم حرصا على مشاعر الرجل ، فى حين رد المدير بلباقة : يا حبيبى اكيد كيم مش حتلاقى شخص فى جدعنتك ، بس اكيد المدام اجدع منها ميت مرة ، يا جماعة انا بعد ما سمعت مجموعة منكم تأكدت ان المشكلة مش فى سبهلاليكا لا سمح الله ، المشكلة انكم مش عارفين تستغلوا امكانياتها المهولة فى تطوير ذاتكم ، انتم بعدتم عن المشاكل ووجع الدماغ صدقونى، انتم عايشين فى الجنة ومش حاسين ، عارفين انا واخد فيها كام وحدة؟ مش حتصدقوا ، من الاخر كدة انتو محسودين اقسم بالله ، ارجعوا بيوتكم يا جماعة و استهدوا بالله ، طب والله انا لسه ممشى عملا من عندى عايزين يشتروا على تمانية مليون كاش وانا رفضت ، انتم فى نعمة مش عارفين قيمتها يا حبايب قلبى ، آل اتقطعتوا آل دا مفيش اجمل من سكن الكومبوندات البعيدة ، بلا مشاكل مع الاهل والجيران والزحمة بلا ارف ، تصدقوا وتآمنوا بالله ، ياريتهم ينقلوا المكتب دا عندكم عشان اعيش جو النقاء والصفاء ، جو الأناقة والراحة والجمال اللى بتتبطروا عليه دا.

بدا الارتياح على وجوه العملاء واخذوا فى الانصراف واحدا تلو الآخر بعد ان اقتنعوا بما قاله الرجل، بينما اقترب مساعد المدير منه وهمس له قائلا: انا خايف اللى حصل النهاردة يأثر على مبيعات كمبوند "فشخاريكا سيتى" الجديد ، المدير بثقة : ماتخافش ، دول حيكونوا اول ناس ياخدوا فيه بعد ما اتعودوا على سبهلاليكا ، واول ما حيشوفوا اعلانات فشخاريكا ، الراجل الاولانى حيفتكر ان ابنه حيبقى غزالة والتانى حيفتكر ان مراته حتبقى انجلينا جولي ، الناس دى معظمها كانت ساكنة عندنا فى "جنناليكا" واما شافت اعلانات "سبهلاليكا" اتحولت ، ثم اضاف مستدركا : بالحق جهزت الموديلز؟ انا عايزهم مزز وراكبين عربيات واو ، والعيال ياريت لو اجانب بعيون خضرا ، وياريت تركز على الشنط اللى مع الستات فى المول ، عايزها كلها براندات تلف الدماغ .

المساعد : تمام يا فندم ، كن مطمئنا.

انصرف المدير متوجها الى سيارته ، ارتمى على المقعد الخلفى وأخذ يفك رباط عنقه قائلا للسائق اطلع على بيتنا فى(امبابة) ياسطى محمد.